بإيجاز عن حياة الشيخ سي محمد لعربي تمنطيط رحمه الله 


ولد الشيخ محمد العربي تمنطيط بالمشرية سنة 1926 من أسرة عريقة مشهود لها بالصلاح ، فلقد كان أبوه عبد الرحمان بن علي مؤذنا بالمسجد العتيق   

           حرص والده على تربيته و تعليمه فدفع به إلى مشايخ يأخذون بيده فتتلمذ على يد الـسادة : بـن سليمان و عبد الرحمـان بن التهامي المغراوي و محمد بن صالح و عبد الرحمان بالرابح .

أظهر التلميذ محمد العربي نبوغا في التحصيل على علوم القرآن و متون الفقه و النحو ، فما    كان من السيد الحاج محمد الكبير بكري إلا أن هيأه لكي ينتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ..

في عام 1947 شد الرحال إلى تونس رفقة ثلاثة من رفاقه و لازم المشايخ لينهل من علمهم فدرس على يد العلامة الطاهر بن عاشور و الفاضل بن عاشور و الشيخ النيفر و غيرهم بجامع الزيتونة و بعد أربع سنوات نال شهادة الأهـليـة .

في تلك الفترة تعرف محمد العربي تمنطيط على أصدقاء جزائريين أمثال مولود قـاسم نايت بلقاسم و الشيخ عبد الرحمان شيبان و عبد الحميد مهري .

في عام 1951 وبعد نيل شهادة الأهلية قفل راجعا إلى أهله لا ليستريح ولكن ليفتح مدرسته رغم النظام العسكري المضروب على المنطقة ،هـذه المدرسة كانت امتدادا ومواصلة لنهج مدرسة محمد الكبير التي أغلقها الاستعمار بحجة الاتصال بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لقد أدخل المرحوم نظاما محكما على مدرسته مثل نظام الانتقال من مستوى إلى أخر... مطبقا برامج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان قد زارها الشيخ السعيد الزموشي مراقبا وموجهـا فأعجب بنظامها وبمستواها و المشرف عـليها .

ولقد كون المرحوم فتية وفتيات نقل خيرتهم في العام الدراسي 1953- 1954 إلى قسنطينة لمواصلة دراستهم بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس وبعد عامين عاد هؤلاء الفتية إلى المشريـة ليلتحقوا مباشرة

بالقائد البطل طيبي أحمد وانظموا إلى صفوف إخوانهم

المجاهدين و يسقطون في ميدان الشرف شهداء عام

1956،بعد أن ضايقهم الحاكم المستعمر مضايقة شديدة

وهدد أوليائهم إن هم واصلوا دراستهم بالمعهد المذكور يتخذ ضدهم إجراءات انتقامية ،و هـم: خيثري الحاج ، قاسمي عبد القادر ، أوموسى مختار ، طيبي بن الدين وكـذا تمنطيط عبد الله 

 
وفي العام نفسه يقوم المستعمر بغلق مدرسة محمد العربي تمنطيط التي بدا خطرها جليا في نظره وزج بصاحبها فـي السجن لمدة عامين كاملين تم أطلق سراحه ولكن ظل فـي المضايقات من طرف الاستعمار البغيض الذي كانت عينه لا تغفل لحظة واحدة , يراقبه حيث حل وارتحل لأنه كان يعرف خطورة الرجل عليه . وبحثا عن لقمة العيش عمل تاجرا عند قاسو عبد الله ( مولاي عبد الله ) فترة من الزمن . لكن الحنين شد الرجل من جديد ليعود إلى التعليم الحر فيفتح قسما في شارع الأمير عبد القادر قرب دكـان رحماني عبد الله و يواصل الرجل عطاءه وبدله و يخرج الأجيال من جديد .

وفي عام 1961 انتقل إلى تلمسان ليؤدي رسالة التعليم بعد مسابقة أجريت هناك فكان الأول فيها ، وبعد فترة تـكـويـن دامت سنة كاملة وتفوق في امتحان التخرج (برسالة في مقدمة ابن خلدون)، عمل بأكاديمية تلمسـان .

ومـا إن نالت الـجـزائـر استقلالهـا حتـى عاد الشيخ إلـى المشرية من جديد و أداء لنفس الـرسالة عمل معلما فأستاذا ( أول أسـتـاذ الـلـغـة الـعـربـية بـالـمشـرية ) ثم مديرا فمفتشا فـي التعليم .

ولم يتخل عن واجبه السياسـي الوطني فقد انتخب فـي المجلس الشعبـي الولائـي لولايـة سـعـيـدة وتولى رئاسة المجلس ، وكان قبلها عضوا فعالا فـي المجلس الشعبي البلدي بالمشريـة .

وفي مرحلة متأخرة عين إماما في فرنسا ضمن بعثة لوزارة الشؤون الدينية  .

            وفي 08 جـانـفي 1995 اجتمع الأئمة المقيمون بفرنـسا بالمعهد الإسلامي التابع لمسجد باريس للنظر فـي أحوال المسلمين وتسطير ميثاق خاص بهم  ،كان بين هؤلاء المجتمعين الشيخ محمد العربي تمنطيط وفور الانتهاء من هـذا الاجتماع شعر بدوران فـي رأسه نقل على إثره إلى المستشفى ثم تبين أنها نوبة قلبية أنهت حياته ، في وم الأربعاء 11 جانفي 1995 فاضت روحه الزكيبة الطيبة إلى بارئها   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أعلى الصفحة

1- المرحلة الجيوتيلية : ( 100قبل الميلاد )
إن السكان الأصليون لمدينة تمنطيط هم بربر جيوتوليين وهذا حسب بعض المؤرخين الإغريقيين والرومان أمثال هيرودلت     وهم سكان بيض أصحاب المهن  هذا  النوع من السكان هم الدين كانوا يسوقون الذهب من المغرب (شمال إفريقيا ) نحو السودان .لذلك سميت طريق الذهب. ويرى الأستاذ ندير معروف أن السكان الأصليين هم جيوتيلين كانوا قد تأثروا بعبارة السكان الأفارقة لدليل 1نه وجد أصنام مماثلة على ضفاف واد النيجر.
 
أعلى الصفحة

2- مرحلة اليهود: 100م – 600م
عرفت تمنطيط بعد القرن الأول ميلادي بعض العناصر اليهودية وذلك اثر نكبتهم على يد القائد الروماني (ثراجا) وبنوا قصورا ونشروا ديانتهم في أواسط السكان الأصليين وقد عثر في عام 1205,وفي إطار الأبحاث التي كانت تقوم بها فرنسا عثر على صنم شكل يعود لليهود .
ومن الثابت تاريخيا أن قصر أولاد أهمالي وقصر أولاد ميمون أسسهما اليهود مابين الفترتين 2 و6 م و يدل على ذلك المعبد اليهودي في قصر أولاد أهمالي به عثر على تسجيل أو نحت على الأصح يقول أنها عثر عليها 517 م . وقد حول المعبد في القرن 16م إلى مسجد من طرف القبائل العربية التي سكنت أولاد أهمالي .
وقد وجد في مدبنة تمنطيط حجرة مكتوب عليها بالعبرية في احد المنازل بقصبة أولاد داود.
أعلى الصفحة

3- مرحلة الزناتة :  600م – 1050م
دخلوا توات في 618  م ,وهم ينتمون إلى عقبة بن نافع واستقروا بتمنطيط لتبليغ رسالة الإسلام.
أعلى الصفحة

- مرحلة المرابطين :
نشير إلى أن تمنطيط قد استقطبت اغلب القبائل العربية و العجمية التي نزحت إلى توات ومن أهم القبائل التي أثرت تأثيرا واضحا في تمنطيط هم المرابطون .ظهرت هذه الحضارة بعد سقوط  دولتهم على يد دولة الموحدين  . ويمكن وضع التسلسل التالي لمراحل تكوين مدينة تمنطيط حلال هذه الفترة :
 
1-  المرحلة الأولى:1146  -1147  م
يقال أن اللمتون أولاد الملك يوسف بن تاشفين حين انكسرت دولتهم بالمغرب والأندلس على يد العبيديين ومالكهم  فجاءها هاربين وفارين إلى أن بلغوا ارض توات ووجدوا بها الجدب فعرفوا إنها ارض أمان ,فبنو فيها أول قصر لهم وهو قصر تايلوت ومعناه بالعربية المزود ثم بنوا قصرا ثانيا وهو أولاد يعقوب ,ولهم فقارة يقال لها (هنوا). ومن قبائل المرابطين     قبيلة أولاد علي بن موسى فبنوا قصرا لهم  سمي باسمهم وقبل أن يبنوا هذا القصر بنوا قصر بوصلاح,.  وأقاموا ضريح سيدي أمحمد بن يوسف                      
 
-  المرحلة الثانية:1147  -1316  م
في1316 وصل إلى تمنطيط أولاد أمحمد الذين بنوا قصرا باسمهم , قيل أصلهم بربر ,لكن لم يبق منهم  المذكورين احد بالبلد,وقصرهم تولته المرابطون أولاد البركة وهم أهل قضاء.
   وفي نفس القرن  ق 14 نزلت قبيلة أولاد داوود بن عمر الذين بنوا قصرا باسمهم إلى يومنا هذا .وكان أهل هذه القبيلة أهل شماخة وأنــوفة وعزة ورياسة , وقصورهم الآن هي قاعدة أسواق تمنطيط , وبها الحدادون والنجارون والجزارون والدلالون والعطارون.
3- المرحلة الثالثة:1316  -1438  م
وفي 1430نزلت قبيلة أولاد يحي بن يدير بن عتيق التدلسي نسبة إلى عين تدلس بالشمال الجزائري وهو احد العلماء المشهورين  وبنوا قصرا باسمهم وكذلك قصر غم أقبور,تاهقة ,توفاغي     وهذا يدل على كثرة   قبائلهم  وتصرفهم وتمكنهم ,ولم يبق منهم الآن إلا رجل واحد,العلامة الولي الأشهر والقاضي  الاعدل   سيدي سالم العصنوني  كان بها فكانت قبيلة قضاء .
كما نشير أن المسجد القديم يتاهقة أسس منطرف العالم الكبير سيدي سالم العصموني سنة1459م
أما كلمة تاهقة فتعني المياه السائلة.
أعلى الصفحة

5- الفترة 1475-1975:
تميزت هذه المرحلة بمجيء الشيخ عبد الكريم المغيلي وهو من مواليد ربيع الأول عام 790ه   بمغيلة بضواحي  تلمسان.
نشا في بيت عريق الحسب والنسب وتلقى العلوم الدينية منذ حداثته إلى أن نبغ فيها ووصل إلى ارض توات  , استقر به المقام بأولاد يعقوب في سنة 1482م وكان له الفضل الكبير في إنهاء  التواجد اليهودي بالمنطقة التواتية.
ولقد عرفت مدينة تمنطيط في هذه الفترة نظاما دفاعيا يتماشى والتطور الحضاري الذي عرفته وهكذا انشات مراكز لتدريب الجيش ومخازن للسلاح وما إلى ذلك , ولا تزال الساحة التي كان يتم فيها تدريب الرماة موجودة وتسمى برحبة "الشارة " وقد جاء في كتاب "درة الأقلام " حولها "توجد الشارة بقصر أولاد يعقوب لتعليم الرماية وكانت لها مشايخ ومعلمين متخصصين في هذا الميدان " .كما تم بناء سور عظيم من الناحية الشرقية للمدينة محافظة لقصر أولاد يعقوب الذي يتم فيه تدريب الرماة وهذا السور بداخله مخزن للسلاح يسمى " اكري " .وهو موجود إلى يومنا هذا وفي حالة جيدة وهي أكثر صلابة كما أن بإمكان الخيل أن تصعد إلى هذا السور و لها طريق معين لذلك وكانت الحراسة به ليلا نهارا ,وكانت تستعمل الخيل لرفع الماء من البئر , وتذكر الروايات أن الماغيلي استعمل هذا المخزن للسلاح في حربه ضد اليهود . وللإشارة فان أول مقبرة في تمنطيط هي مقبرة " اباعثمان " آخر من دفن بها هم شهداء معركة ال